مازالت تتردد في ذاكرتي حتى اليوم حكايا جدتي الحنونه و اساطير جدي البطوليه و المليئه
بالشجاعه و الكرم و النزاهه و حب الآخرين ..
ولنا جميعـــــاً مع الحكايا ذكريات لا تنسى
ومن هذا المنطلق تولدت لي هذه الفكره بجمع أفضل و أنفع و أفود القصص في هذا المتصفح
لأحبتي الصغار .. أحباب الله .. فهم أمانه جميعنا مسؤول عنها غداً .
فهناك عالم واسع من الآمال والأحلام والتطلعات نحو المستقبل تُرسم داخل وجدان فلذات
أكبادنا , فيعيشون داخل تلك القصص المروية بكل المشاعر والأحاسيس الصادقة .
تلك هي حال أبنائنا عندما نروي لهم حكايات قبل النوم . إنه وقت صفاء الذهن من كل المؤثرات
والضوضاء التي يتعرضون لها أثناء النهار من تلفزيون أو ألعاب للفيديو أو أي مشتت آخر , لذلك
أجدها من أهم اللحظات لنغرس داخل نفوسهم كل القيم المراد تعليمهم إياها . إنها لحظات
خطرة يجب التنبيه على مخاطر ما قد يعرض فيها من قصص خيالية تجلب لأجفانهم الأرق
والخوف أو قصص غرامية بلا أدنى هدف .
إذا قدر وتعرض الطفل لمثل هذه القصص لابد أن تعرض لهم بشروط وضوابط مثل قرائتها
باللغة العربية الفصحى لتنمية مفردات هذه اللغة الغنية والزاخرة , بالإضافة لغرس مبدأ
الضمير الحي لديهم عن طريق انتقاد السلوكيات الخاطئة مع تصحيحها . وتعريفهم بعدم وجود
خوارق للعادات فلا عربة أصلها من يقطين ولا قش يتحول لخيوط من ذهب ولا حصان ابيض يطير
في السماء . مع مساعدتهم لاستخراج كل سلوك حسن وتعزيزه مثل التعاون والتسامح .
وأفضل مايمكن روايته من قصص هادفة سيرة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فتتعلق
قلوبهم البيضاء ببطل حقيقي بعيد عن كل الأساطير . جمع شمائل الأخلاق وملك قلوب البشر
ليس بقوة السيف بل بحسن الخلق كيف لا وقد تأدب بأدب رباني . ثم بعد ذلك يمكن رواية
قصص الصحابة الكرام فقصصهم زاخرة بالمواقف الإنسانية الرائعة والتي يسمو بها الشخص
نحو المعالي .
ولنتذكر قبل أي شيء أنا نحمل أمانة يجب تعهدها ومراعاتها دائماً .
ابقو بالقرب لسماع الحكايا ..
ذات الرداء الاحمر
يحكى أنه كان هنالك فتاة إسمها ذات الرداء الأحمر،كانت تمشي في الأغابة ومعها سلة
لجدتها المريضة،وهي تمشي فاجأها الذئب وقال: لها إلى أين تذهبين ؟قالت :أنا ذاهبة إلى
بيت جدتي قال لها:أساكي هذا الطريق الختصر فصدقته وسلكته وهو ذهب بالطريق المختصر
ثم وصل قبلها وطرق الباب فقالت الجدة :من الطارق ؟قال الذئب وهو يقلد صوت ذات الرداء
الأحمر أنا انا ياجدتي الغالية قالت الجدة أدخلي الباب مفتوح ،وعندما دخل هجم عليها وربطها
وأدخلها في الخزانة ولبس ملابسها ونام في سريرها ثم وصلت ذات الرداء الأحمر ودخلت
على الذئب وهي تحسبه جدتها ،قالت:وهي مندهشة جدتي لماذا أذنيك كبروا هاكذا
؟قال:لأسمعك جيدا ثم قالت وعيناك لماذا كبروا هكذا؟قال لأراك جيداً يا عزيزتي ثم قالت:وفمك
وفي هذه الحظة انقض عليها وقال لأكلك فخافت جداً وأخذت تصارخ ومن حسن حظها أن
هنالك صياد بجانب منزل الجدة فسمع صراخها وأخذ بندقيته وقتل الذئب الماكر الشرير وأطلقوا
سراح الجدة والصياد نصح ذات الرداء الأحمر بأن لا تكلم الغرباء مرة أخرى وعاشوا سعيدين
إلى الأبد.
قصة الشاطر حسن والاميرة
يحكى أن هناك فتىً فقيراً يدعى حسن ، وكان يعمل صياداً
وذات يومٍ وهو سائر على شاطئ البحر
رأى فتاة حسناء تلبس أحس الثياب وأغلاه ، انبهر بملابسها ومن معها من الناس يتوددون إليها وينتظرون رهن إشارتها لتلبية أوامرها .
وفي اليوم التالي رأى تلك الفتاة مرة أخرى ، وهكذا تعود على رؤية تلك البنت الحسناء وهي كذلك تعودت أن تراه
وخاصة بعد أن أعجبت بنشاطه وصبره وحبه للعمل .
وبعد مرور الأيام والشهور فجأة انقطعت هذه الفتاة ولم يشاهدها الفتى
رجع إلى منزله وقد أحس أن هناك شيئاً ينقصه وأحس أن رؤية تلك الفتاة له وابتسامتها كانت تزيل عنه تعب وعناء اليوم بأكمله ..
وقرر الفتى الشهم البحث عن تلك الفتاة ربما أصابها مكروه وفي اليوم التالي
و كعادته بعد انتهاء العمل انتظر في ذات المكان فلم يجدها وبعد برهة وجد رجلاً يناديه ... فإذا هو أحد الرجال الذين كانوا يأتون مع تلك الفتاة فلما اقتر ب منه قال له تعالى معنا الآن .قال له : إلى أين . قال إلى قصر الملك . قال له : لماذا ؟
قال له هذا أمر الأميرة بنت ملكنا قال له أهي تعرفني ؟ قال له نعم . قال له إنني لم أرها من قبل ولم أذهب إلى الملك من قبل ولا مرة واحدة .قال له إنها كانت تراك كل يوم في هذا المكان . وهنا أدرك الشاطر حسن أن تلك الفتاة التي كان يراها هي الأميرة
قال للرجل وكيف حالها ؟ قال : إنها مريضة جداً وتريد أن تذهب إلى رحلة في البحر كما نصح الأطباء
وفعلا أخذها الشاطر حسن في رحلة إلى وسط البحر وقص علها قصص البحر والجن والصيادين والغواصين
واستمرت الرحلة عدة أيام ولم تعد الفتاة إلى أبيها الملك إلا بعد أن تم شفاؤها
ورجعت إلى قصرها وعرض الملك على الشاطر حسن أن يعمل لديه في القصر فاعتذر
وأعلنت الأميرة أنها تحب ذلك الشاب وتريد الزواج منه فحزن الملك لذلك ولكنها أصرت على طلبها
وفكر الملك في حيلة حتى لا يتم زواج ابنته من الشاطر حسن .... فقال له شرط موافقتي على زواجك من ابنتي أن
تأتي لي بدرة ثمينة لا يوجد مثلها في البلاد
وذهب الفتى حزينا كيف يأتي بهذه الجوهرة وهو فقير لا يملك الأموال وأخذ يدعو الله أن ييسر له هذا الأمر
وذات يوم لم يوفق في الصيد ولم يصطد من الأسماك إلا سمكة واحدة تكفي لعشائه فقط فرجع وهو راضٍ وقانع
بما رزقه الله وبينما هو ينظفها إذا هي تتكلم وتقول له إن بداخلي جوهرة ثمينة لا يوجد مثلها في البلاد
فاندهش الفتى وفتحها فوجد بداخلها جوهرة كبيرة لامعة وجميلة
وفي تلك اللحظة تذكر الملك وابنته الأميرة فقرر أن يطير إلى الملك ويعطيه الجوهرة
فوافق الملك على زواج الأميرة الحسناء من الفتى الجريء الشاطر حسن
النهر الصغير
كان النهرُ الصغير، يجري ضاحكاً مسروراً، يزرع في خطواته
الخصبَ، ويحمل في راحتيه العطاء.. يركض بين الأعشاب، ويشدو بأغانيه الرِّطاب، فتتناثر حوله فرحاً أخضر..
يسقي الأزهار الذابلة، فتضيء ثغورها باسمة. ويروي الأشجار الظامئة، فترقص أغصانها حبوراً ويعانق الأرض الميتة، فتعود إليها الحياة.
ويواصل النهر الكريم، رحلةَ الفرحِ والعطاء، لا يمنُّ على أحد، ولا ينتظر جزاء..
وكان على جانبه، صخرة صلبة، قاسية القلب، فاغتاظت من كثرة جوده، وخاطبته مؤنّبة:
-لماذا تهدرُ مياهَكَ عبثاً؟!
-أنا لا أهدر مياهي عبثاً، بل أبعث الحياة والفرح، في الأرض والشجر، و..
-وماذا تجني من ذلك؟!
-أجني سعادة كبيرة، عندما أنفع الآخرين
-لا أرى في ذلك أيِّ سعادة!
-لو أعطيْتِ مرّة، لعرفْتِ لذّةَ العطاء .
قالت الصخرة:
-احتفظْ بمياهك، فهي قليلة، وتنقص باستمرار.
-وما نفع مياهي، إذا حبستها على نفسي، وحرمْتُ غيري؟!
-حياتكَ في مياهكَ، وإذا نفدَتْ تموت .
قال النهر:
-في موتي، حياةٌ لغيري .
-لا أعلمُ أحداً يموتُ ليحيا غيره!
-الإنسانُ يموتُ شهيداً، ليحيا أبناء وطنه.
قالت الصخرة ساخرة:
-سأُسمّيكَ بعد موتكُ، النهر الشهيد!
-هذا الاسم، شرف عظيم.
لم تجدِ الصخرةُ فائدة في الحوار، فأمسكَتْ عن الكلام.
**
اشتدَّتْ حرارةُ الصيف، واشتدّ ظمأُ الأرض والشجر والورد، و..
ازداد النهر عطاء، فأخذَتْ مياهه، تنقص وتغيض، يوماً بعد يوم، حتى لم يبقَ في قعره، سوى قدرٍ يسير، لا يقوى على المسير..
صار النهر عاجزاً عن العطاء، فانتابه حزن كبير، ونضب في قلبه الفرح، ويبس على شفتيه الغناء.. وبعد بضعة أيام، جفَّ النهر الصغير، فنظرَتْ إليه الصخرةُ، وقالت:
-لقد متَّ أيها النهر، ولم تسمع لي نصيحة!
قالت الأرض:
-النهر لم يمتْ، مياهُهُ مخزونة في صدري.
وقالت الأشجار:
-النهر لم يمتْ، مياهه تجري في عروقي
وقالت الورود:
-النهر لم يمت، مياهه ممزوجة بعطري.
قالت الصخرة مدهوشة:
لقد ظلَّ النهرُ الشهيدُ حياً، في قلوب الذين منحهم الحياة!
***
وأقبل الشتاء، كثيرَ السيولِ، غزيرَ الأمطار، فامتلأ النهرُ الصغير بالمياه، وعادت إليه الحياة، وعادت رحلةُ الفرح والعطاء، فانطلق النهر الكريم، ضاحكاً مسروراً، يحمل في قلبه الحب، وفي راحتيه العطاء..
رد مع اقتباس